ولاشك أن الاهتمام بتعليم القرآن الكريم وحفظه وتلاوته يغذّي دعوة الوسطية، ويعزّز أواصر المودّة، ويقوى النسيج الاجتماعي، تأسيساً على أن القرآن العظيم كتاب المسلمين جميعاً، والمصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي بإجماع المسلمين عبر كل العصور.
وطوال عمره المبارك، أولى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة – رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (رحمه الله) عناية خاصة واهتماماً كبيراً لخدمة القرآن الكريم، ورعاية طلابه وحفاظه. وما أن تأسست وزارة العدل والشئون الإسلامية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي تحت قيادة سموه حتى باشرت في الفترة نفسها فتح أول مركز لتعليم القرآن الكريم وهو مركز أبي بن كعب الذي انتقل من جامع بو شقر (آخوند) إلى جامع الشيخ مصطفى ومن ثم إلى مسجد عبدالله بن جبر الدوسري بمنطقة القضيبية.
وبتشجيعه الأبوي المستمرّ، والدعم المادي السخي من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، انتشرت مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم في مختلف مدن البحرين وقراها، حتى زادت عن المائتين، كان المستفيد الأكبر منها أبناء الوطن من الرجال والنساء، فتعلموا القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتجويداً، بل وقرؤوه بمختلف الروايات القرآنية.
ولم يقف عطاء سموه عند هذا الحدّ، بل أسَّس جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم في سنة 1996م، برعاية كريمة من سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة – رحمه الله -، ثم برعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة – أيده الله –. ولم يدخر سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وسعاً في دعم هذه المسابقة مادياً ومعنوياً، وما قرار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برفع ميزانية المسابقة إلى ثمانين ألف دينار، وتشريف سموه الدائم للحفل الختامي للمسابقة إلا دليل واضح على هذا الدعم والاهتمام الكبير .
ولضمان استمرار هذا العمل وتقدمه أسس سموه قسم شئون مراكز التحفيظ والمسابقات، ليتحول هذا القسم برعاية سموه وتشجيعه ومتابعته إلى إدارة لشئون القرآن الكريم بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف.
ولقد ساهمت هذه اللبنات الكثيرة والخطوات المتتالية في ترسيخ وازدهار مسيرة العمل القرآني المباركة في مملكة البحرين.
ويعد المعهد أحد المشاريع المتميزة والمبادرات المهمة التي تبناها سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة - رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (رحمه الله)، مضيفاً به لبنة مهمة في صرح العمل القرآني المبارك في مملكة البحرين.
وتأكيداً للدور الكبير لسموه في خدمة القرآن الكريم فإنَّ المعهد يتبع تنظيمياً المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برئاسة صاحب المعالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة - رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ويتولى الإشراف عليه مجلس إدارة برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعدد من المسئولين في المجلس ووزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف. كما يعاون مجلس الإدارة مجلس علمي يتكون من خيرة الكفاءات العلمية والأكاديمية المتخصصة في مجال القرآن الكريم وعلومه وكذلك المجالات التربوية.